أهمية الماء
يُغطّي الماء ثلثي سطح الكرة الأرضية ويشكل ما مقداره 75% من جسم الإنسان، فهو من العناصر الأساسيّة الضروريّة لاستمرار الحياة على الأرض. تدور المياه داخل الجسم تماماً كما تفعل داخل الكرة الأرضية؛ إذ تعمل على إذابة ونقل وتجديد المواد العضوية والغذائية داخل الجسم وطرد الفضلات خارجه، كما تُنظّم نشاط السوائل والأنسجة والخلايا الليمفاوية وإفرازات الغُدد. يُعدّ الماء مزوّداً أساسيّاً للعديد من الأنشطة البشريّة الضرورية؛ كالزراعة والصناعة والنقل والتي تشكل جزءاً بسيطاً من العمليّات التي تعتمد على الماء.
أهمية المياه للجسم
تشير التوصيات إلى ضرورة تناول ثمانية أكواب من الماء يومياً على الأقل، كما يرى بعض أخصائيو التغذية أن 80% من البشر يتّجهون نحو الجفاف، ونظراً لأهمية المياه للإنسان فلابد من التطرق لبعض فوائدها على الجسم، وهي:
دعم القلب: تحتاج العضلات العاملة إلى الكثير من الماء لتتمكن من القيام بعملها بسرعة عالية، إذ إنّ التعرّض للجفاف يؤدي إلى زيادة سمك الدم؛ ممّا يستدعي زيادة جهد القلب، كما أنّ ذلك قد يتسبّب بمشاكل مستقبلية جمّة إذا كان القلب ضعيفاً. أشارت دراسة إلى أن تناول 5 أكواب من الماء يومياً يقلل من فرص الإصابة بأزمة قلبية بمقدار 41% مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون أقلّ من كوبين يومياً.
زيادة الطاقة: يُشكل الماء 75% من العضلات، و22% من العظام، و833% من الدم، وعند التعرض للجفاف فإنّ هذه الأجزاء لا تعمل بكفاءتها المعهودة؛ حيث تقلّ طاقة الجسم ويحلّ محلّها الشعور بالضعف والكسل.
المساهمة في تقليل الوزن: يمكن للماء أن يحل بديلاً عن بعض المشروبات التي تحتوي على كمية كبيرة من السعرات الحرارية كالعصائر والغازيات والمنبهات كالقهوة والشاي؛ لذا فإنّ شرب الماء يعوّض عن الحاجة لهذه المشروبات، كما يساعد تناول الماء في منتصف الوجبات أو قبلها على فقدان الشهية، ويكسب شعوراً بامتلاء المعدة؛ ممّا يقلّل من كمية السعرات الحرارية المكتسبة، ويعاني العديد من الأشخاص من عدم القدرة على التمييز بين الشعور بالجوع والشعور بالعطش، إذ إنّ التعرض للجفاف يجعل من تحطّم الخلايا الدهنية أكثر صعوبة؛ لذا فإن أي شخص يخضع لِحِمْيَة غذائية سيواجه مشقّة إذا لم يتناول كميات كبيرة من الماء.
تنظيف البشرة : إنّ تناول كمية مناسبة من الماء مفيد لتنظيف البشرة من الأوساخ والبكتيريا، والتخلُّص من آثار حب الشباب، كما يساعد الماء على ترطيب البشرة عند تعرُّضها للجفاف، وطرد السموم من الجسم.
مقاومة الدوار والصداع: يُعدّ كل من الصداع والتوتر والدوار أحد أعراض الجفاف؛ لذا يُنصح بشرب الماء كعلاج قبل اللجوء إلى الأقراص الطبّيّة.
مكافحة الالتهابات: يساعد شرب الماء على مكافحة الالتهابات في جميع أجزاء الجسم؛ وذلك لقدرته على التخلص من السموم، فالجسم المصاب بالجفاف أكثر عرضة لالتقاط الجراثيم، بالإضافة إلى أنّ الماء فعّال للتخلص من التهابات البول وحصى الكلى، كما أنّ دوره في الحفاظ على رطوبة الجسم ضروري لمكافحة الحساسية ونزلات البرد؛ نظراً لما يقوم به من تنظيف للشُّعب الهوائية.
أهمية المياه للنباتات
يُعتبر الماء أكثر العناصر وفرةً في النباتات؛ إذ يشكل وزن الماء أربعة إلى خمسة أضعاف وزن المواد الجافة، ويعمل كمذيب للمعادن الغذائية والمواد المعقّدة المُصنّعة داخل النباتات، كما أنّه عنصر أساسي في عملية البناء الضوئي. يقوم الماء أيضاً بدور منظم الحرارة داخل النباتات؛ حيث إنّ البخار المنبعث من الأوراق يلعب دوراً في عملية التبريد، كما أنّ للماء أهمية في بناء هيكل النباتات؛ إذ إنّ وفرته في الخلايا يساعد النبات على الوقوف بشكل منتصب، أمّا عندما يكون هنالك نقص في الرطوبة فإنّ النبات يترهّل ويذبل. أمّا خارج النبات فإنّ الماء يقوم بإذابة المعادن الموجودة في التربة والضرورية لنمو النباتات، ويُعتقد أنّ الجزء الأكبر من العناصر الغذائية تنتقل للنباتات وهي في حالة الذوبان، كما أنّ حركة الماء داخل التربة تعمل على غسل المسامات؛ فأثناء جريان الماء أسفل النبات يتمّ التخلص من بعض الغازات كثاني أكسيد الكربون عن طريق تصريفه مع الماء الخارج من التربة؛ ليتمكن الهواء من الوصول إليها، وبالتالي فإنه من مهم في عملية تبادل الغازات وإدخال الأكسجين إلى التربة.
أهمية المياه في الصناعة
يدخل الماء في الصناعة بطرق مختلفة؛ فهو يُستخدم كعنصر أساسي في صناعة الأطعمة المعلّبة والمشروبات الغازية، ويُستعمل في غسل الخضروات والفواكه قبل تجميدها وتعبئتها، كما أنّ أغلب استخدامات المياه في الصناعة لأجل أغراض التبريد؛ إذ يقوم الماء بتبريد البخار المستخدم في توليد القدرة الكهربائية، كما يعمل على تبريد الفولاذ الساخن في مصانع الفولاذ، بالإضافة إلى الغازات الساخنة الناتجة من عملية تكرير النفط، وبالرغم من أنّ الصناعة تستهلك كميات كبيرة من الماء، إلّا أنّ نسبة الهدر لا تتجاوز 2%؛ حيث إنّ الماء المستخدم في عملية التبريد يُعاد إلى مصدره من البحيرات والأنهار.
الماء وخصائصه
الماء مركّب يتكوّن من ملايين الجزيئات التي يتألّف الواحد منها من أكسجين وهيدروجين؛ حيثُ يوجد هذان الغازان في الطبيعة بشكل منفصل؛ إلّا أنّه عند تفاعلهما ينتُج مركب (H20) المُتكوّن من ذرة أكسجين مرتبطة بذرتي هيدروجين بالإضافة إلى وجود نسبة قليلة من الديوتريوم الذي يُعرّف بأنّه ذرة هيدروجين ذات وزن أكبر من وزن ذرة الهيدروجين العادية، ويُشكّل عند اتحاده مع الأكسجين ما يُسمّى بالماء الثقيل. يوجد الماء في الطبيعة بثلاث حالات: صلبة وسائلة وغازية؛ ففي الحالة الصلبة يكون الماء على هيئة ثلج. يتقلّص حجم الماء وينكمش مع انخفاض درجات الحرارة إلى أن يصل إلى أربع درجات مئوية، وفي حال تدنيها أكثر من ذلك فإنّ حجمه يزداد ويتمدد ويطفو فوق سطح الماء بدلاً من الغوص إلى الأسفل؛ مانعاً تراكم الثلوج في قيعان المسطحات المائية. إنّ تراكم الثلوج يمنع أشعة الشمس من العبور إلى أعماق الثلج المتراكم، كما أنّه سيؤدّي إلى تحوّل الأرض إلى صحراء متجمدة مسبّباً اختلالات في الدورة الطبيعية للمياه. يوجد الماء في حالته السائلة في معظم الأماكن على سطح الأرض، إذ تتراوح درجات الحرارة التي يتخذ فيها الماء شكلاً سائلاً بين 0 و100 درجة مئوية؛ لكنّه يختلف في سلوكه عن باقي السوائل التي تشابهه في التركيب؛ إذ إنّ بعضها لا يكون في الحالة السائلة عند هذه الدرجة، بل يكتسب صفة السيولة عند درجات حرارة تتراوح بين -100 و-900، فإذا سلك الماء نفس السلوك فإنّ ذلك سيؤدي إلى انعدامه من الأرض؛ نظراً لأنّ درجات الحرارة أكثر ارتفاعاً فيها. يتحوّل الماء إلى الحالة الغازية بسبب حركة جزيئات الماء المستمرة، إذ إنّ الجزيئات التي على السطح تفكّك روابطها مع باقي الجزيئات وتنطلق إلى الجو على شكل بخار، ومع ارتفاع درجات الحرارة تزداد حركة الجزيئات وبالتالي تزداد عملية التبخر.
طرق المحافظة على الماء
يجب على الإنسان اتّباع جميع الطرق والوسائل للمحافظة على الماء، وعدم هدره بطريقة غير صحيحة ومن هذه الطرق ما يلي:
- عندما يقوم الشخص بالاستحمام يجب عليه استخدام الدش واستخدام الكمية التي تكفيه للقيام بالاستحمام، وعدم ملء حوض الاستحمام بالماء.
- عند الوضوء أو الحلاقة يجب عدم فتح الصنبور على آخره.
- يجب التأكد من أنّ السيفون الموجود في الحمام لا يسرب أي كمية من الماء، وعدم القيام بسحبه بدون الحاجة إلى ذلك.
- التأكد بشكل دوري ومستمر من الحنفيات الموجودة في المنزل، لتجنّب وجود أي تسريب وهدر للماء.
- عند استخدام الجلاية يجب مراعاة استخدمها عندما تكون مليئة بالأواني والأطباق.
- تجنّب وضع الماء على الأطعمة المجمدة، بل يجب تركها حتى تذوب لوحدها.
- وضع هذه الملابس ونقعها قبل عملية غسلها، للتخلص من البقع الصعبة قبل الغسل.
- عند القيام بري المزروعات يجب على الشخص استخدام الرشاشات بدلاً من الري بالخرطوم، كما يجب على المزارعين استخدام طريقة الري بالتنقيط، وري المزروعات عند غياب الشمس، حتى لا تتبخر بسرعة ويصبح الزرع بحاجة إلى الري مرة أخرى.
- عند القيام بغسيل السيارات يجب القيام بعملية الغسيل عن طريق استخدام وعاء من الماء وعدم استخدام الخرطوم؛ لأنّه يؤدّي إلى هدر كميات كبيرة من الماء.
- عدم رش المياه الصالحة للشرب في الشوارع. عند رؤية أي تسريب في الشوارع يجب إبلاغ الجهات المختصة فور رؤيتها، للعمل على إصلاحها والتقليل من هدر المياه.
- زراعة أنواع من النباتات والأشجار التي لا تستهلك كميات كبيرة من الماء، وتجنّب زراعة الحشائش التي تستهلك كميات كبيرة من الماء.
- ينصح باستخدام منظمات خاصة بتدفق المياه، لمعرفة كمية الماء المستهلكة. كل هذه الأمور تؤدّي إلى التخفيف من هدر المياه وإضاعتها وعدم الاستفادة منها، لذلك يجب على كل مواطن اتّباع هذه الطرق والوسائل للمحافظة على المياه ولتحقيق المصلحة الخاصة والعامة.
-
اليوم العالمي للمياه
ويقام احتفال اليوم العالمي للمياه سنويا في 22 آذار/مارس بوصفها وسيلة لجذب الانتباه إلى أهمية المياه العذبة، والدعوة إلى الإدارة المستدامة لموارد المياه العذبة.
ويسلط اليوم العالمي للمياه الضوء سنويا على جانب معين من المياه العذبة.
كان تعيين يوم دولي للاحتفال بالمياه العذبة هو توصية قدمت في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالببيئة والتنمية الذي عقد بريو دي جانيرو في عام 1992. وقد استجابت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتعيين يوم 22 آذار/مارس 1993 بوصفه اليوم العالمي الأول للمياه.
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار A/RES/47/193 المؤرخ في 22 ديسمبر 1992، وأعلنت بموجبه يوم 22 مارس من كل عام بوصفه اليوم الدولي للمياه، وذلك للاحتفال به ابتداء من عام 1993، وفقا لتوصيات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية الواردة في الفصل 18 (حماية موارد المياه العذبة وامداداتها ) من جدول أعمال القرن 21.
ودعت الجمعية العامة في ذلك القرار الدول إلى تكريس هذا اليوم، حسب مقتضى الحال في السياق الوطني، لأنشطة ملموسة من قبيل زيادة الوعي عن طريق نشر المواد الوثائقية وتوزيعتها، وتنظيم مؤتمرات واجتماعات مائدة مستدية وحلقات دراسية ومعارض بشأن حفظ وتنمية موارد المياه وتنفيذ توصيات جدول أعمال القرن 21.
لماذا الاحتفال باليوم العالمي للمياه؟
اليوم العالمي للمياه هو فعالية عالمية وفرصة لرفع الوعي بالأمور المتصلة بالمياه، ولإلهام الآخرين لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإحداث فارق. يعود الاحتفال باليوم العالمي للمياه إلى مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية عام 1992، حيث أوصى بفعالية عالمية للمياه. استجابت الجمعية العامة للأمم المتحدة وحددت 22 مارس 1993 كأول يوم عالمي للمياه. وعقدت هذه الفعالية سنويا منذ ذلك الحين. وفي كل عام، تحدد لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية - الكيان الذي ينسق عمل الأمم المتحدة بشأن المياه والصرف الصحي - موضوع اليوم العالمي لمناقشة التحديات الحالية أوالمستقبلية. وتنسق الحملة بمشاركة من عضوا واحدا أو أكثر من أعضاء لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية.