توصف الأرض بأنها كوكب الماء و يشكل الماء 70% مـن مساحة اليابسة والحقيقة أن 97% من الماء الموجود ضمن نطاقها مـاء شديد الملوحة غير صالح للحياة ، 3% فقط من مجموع الماء على سطح الأرض مـاء عـذب منها 70% مـاء غـير متـاح متمثــل فــى انهـار جـليـدية وجليـد.
كمية المياه العذبة التي يستهلكها البشر تعادل حالياً 10% من الموارد الطبيعية المتجددة سنوياً، بينما يفقد حوالي 65% في البحار ويضيع 12% في مناطق غير مأهولة وغير مستغلة، ويتسرب جزء في التربة، ويفقد الجزء الأخير بالتبخر .
الماءفى جسم الإنسان:
يشكل الماء65% من وزن الإنســــان .
يســـتخدم جســــم الإنسان المــــاء في قيامــــه بعمـــــليات التنــفس ، والتمثيل الغذائي ، والإخراج ، وتنظيم حـــــرارة الجســـم، وإذابــــة المـواد الغــــــذائية ونقلـها عبر الجسم ، والمحـــافظة على توازن مستوى الحموضة والتركيز اللازمين للتفاعـــلات الكيميائية داخل الجسم .
يحتاج الإنسان إلى 2.4 لتر ماء يومياً ( أي ما يترواح ما بين 8-6 أكواب ماء يوميا ً ).
خواص الماء الكيميائية والفيزيائية الفريدة:
الرابطـــــــــــــة التشاركية القوية :
يتألــــف المــاء من جزيئـــــــات متلاصقــة متماسكـــــــة، يتكــــون الجـــزيء الواحـــد من ارتباط ذرة أوكسجين مــــــــع ذرتيـــــن مـــن الهيدروجين، ويعبر عنه بالصيغة H2O ، ويتم هذا الارتباط وفق رابطة تشاركيه قوية قيمتها 30 ــ 100 كيلو حريرة / مول ولولا هذا لكانت درجة غليان الماء (-80 م) ودرجة تجمده ( -100 م ) ولاستحال وجود الماء على شكل سائل وصلب على سطح الأرض ولاستحالت الحياة فمن غيرُ الله يعرف خواص كل من الأوكسجين والهيدروجين ويعلم أنه إذا شكلا جزيئاً فإنه لن يتواجدا بحالة سائلة أو صلبة إلا إذا كانت الرابطة التي تربط بينهما رابطة هيدروجينية قوية .
السعة الحرارية الكبيرة للماء:
من المعلوم أن درجة غليان الماء مرتفعة وذلك لقوة رابطته التشاركية لذلك فهو يمتص قدرة حرارية كبيرة لكي يتبخر حيث كل جرام من الماء السائل يحتاج إلى 540 حريرة ليتحول إلى بخار وهذه الخاصية تعطي الماء دوراً فريداً في نقل القدرة من مكان لآخر، فالماء الذي يتبخر من المحيطات تسوقه الرياح مئات وآلاف الكيلومترات إلى أماكن باردة فعند تبرد البخار وتحببه وتساقطه على شكل قطرات مطر ينشر معه الطاقة التي أمتصها أثناء تبخره فيساهم في رفع درجة الحرارة في تلك المناطق وتلطيف حرارة الجو وكذلك في أثناء تساقط الثلوج فكم هذه الحرارة المنتشرة كبيرة إذا علمنا أنه يتبخر كل عام 520 ألف كيلوا متر مكعب من الماء .
تمدد الماء عند تصلبه : وهنــــاك خاصة فريدة أخرى للماء فنحن نعلم أن كــــل الجــوامـد المعروفة يتناقــص حجمـهــا عندما تتبرد ، و هذا صحيح في جميــع أنـــواع السوائـــل المعروفة و أثناء تناقص حجمهـــا تـــزداد الكثافة، وبالتالــي تغـــدوا الأجزاء الباردة من السائل أثقل ، ولهذا السبب تزن الأشكال الصلبة للمواد أكثر ( بالحجم ) من كونها في الشكل السائلي لكن توجد حالة واحدة لا ينطبق فيها هذا القانون و هي حالة الماء ، فهو مثل جميع السوائل يتقلص في الحجم كلما صار أبرد ، ويفعل ذلك فقط مادامت درجة حرارته فوق أربع درجات مئوية ، و لكن ما أن يصل لدرجة أربع درجات مئوية خلافاً للسوائل المعروفة فإنه يبدأ بالتمدد ، وأخيراً عندما يتجمد فإنه يتمدد أكثر من ذلك ، و نتيجة لتصلب الماء و تمدده يصبح وزنه أخف من الماء السائل فيطفوا على سطح الماء، ولهذه الخاصية البديعة فائدة عظيمة لتلك الكائنات المائية التي تعيش في المناطق الباردة والمتجمدة فعندما تنخفض درجة حرارة الماء في فصل الشتاء في الأحواض المائية ( نهر -بحيرة - بحر ) نتيجة انخفاض درجة حرارة الغلاف الجوي المحيط تتجمد طبقة الماء السطحية فتتمدد وتزداد كثافتها فتطفوا على سطح الماء وتشكل عازلاً طبيعياً بين الغلاف الجوي البارد والماء أسفل الحوض فتساهم تلك الخاصة في خفض درجة حرارة الماء واعتداله مما يحول دون تجمد الحوض المائي فيساهم هذا العازل الطبيعي إضافة إلى الحرارة المنتشرة من تجمد الجليد على تلطيف حرارة الماء والمحافظة على حياة الأحياء المائية وتجنيبها خطر التجمد والموت .
حجم الماء : 1000 سنتمتر مكعب يزن تماما ً واحد كيلوا جرام (عند درجــــة 4 مئوية) ويستخدم الماء وفقاً لهذا أساساً لمقارنة أوزان المواد المختلفة وتحديد الثقل النوعي لكل مادة .
قيمه التوتر السطحي للماء عالية : نتيجة لقوى التجاذب بين جزيئات الماء يلاحظ أن قيمة التوتر السطحي للماء عالية جداً وتبلغ 72 مللي نيوتن /المتر وهي تفوق الضغط الجوي فهذه الخاصة هي التي تجعل الماء يرتفع بنفسه في الأوعية الشعرية في الأشجار وتعرف بالخاصة الشعرية فيحمل الماء من خلالها الغذاء إلى الخلايا النباتية حتى ارتفاعات عالية ، كما أنها هي المسئولة عن تحريك الماء في المسامات والفراغات والأقنية والشقوق الدقيقة في التربة والصخور نحو الأعلى حتى تتساوى قوة التوتر السطحي للماء مع قوة الجاذبية الأرضية مما يسهل على جذور النباتات الحصول على الماء في المناطق الجافة والصحراوية .
تعد قيمة ثابت العزل الكهربائي للماء عالية جداً: يعتبر الماء ، بفضل ثابت عزله الكهربائي الكبير جداً، من أقوى المذيبات فباستطاعته أن يذيب أي صخر كان على سطح الأرض، والماء يفتت ببطء الجرانيت ويسحب أو يمتص منه الأجزاء السهلة الذوبان فتحمل مياه الأنهار والجداول والسواقي الشوائب المنحلة فيها وتقذف بها في المحيطات التي تتراكم فيها الأملاح والشوائب على مدى العصور لذلك تكون مياه البحار والمحيطات مشبعة بالأملاح والمعادن والشوائب التي بدورها تمنع المياه من أن تتسنه وتتنتن وتتحول إلى مستنقعات فتموت بالتالي معظم الأحياء البحرية و لهذه الخاصة أهمية كبيرة للنبات فالماء يذيب الأملاح والمعادن والشوائب الضرورية لحياة النبات التي تنتقل عبر الأنابيب الشعرية إلى الخلايا النباتية فتبارك الله أحسن الخالقين .
اللزوجة المثالية للماء : للسوائل درجات عالية من الاختلاف في لزوجتها، فلزوجة القطران والجليسرين وزيت الزيتون وحمض الكبريت هي أمثلة تختلف عن بعضها بشكل كبير ، وعندما نقارن مثل تلك السوائل بالماء يصبح هذا الفرق أكثر بشكل كبير، فالماء أكثر سيولة بعشرة ملايين مرة من القطران وبألف مرة من الجليسرين، ومئة مرة من زيت الزيتون وعشرين مرة من حمض الكبريت .
من هذه المقارنة نكتشف أن للماء أقل لزوجة ممكنة عن سواه من المواد السائلة بإستثناءالأثير والهيدروجين السائل والغازات وبفضل هذة الخاصية فإن كل النشاطات الحيوية للخلايا تسير فى تناغم ويسر مثل مراحل تكوين الجنين المختلفة وسير الدم داخل الأوردة والشرايين لحمل الأوكسجين والغذاء والهرمونات كل هذة الأنشطة سوف تتوقف إذا كانت لزوجة الماء أعلى .